ماذا تحقق بعد الإطاحة بالديكتاتوريات العربية ؟هل الشعب العربي ناضج
وقادر على التغيير ؟
ماذا تشهده الساحات
العربية من اضطرابات تنبئنا بأن المواطن العربي ليس ناضجا بعد ، فالعالم العربي
يعيش أزمة أخلاق وفكر .مصر ، تونس و ليبيا نجحت في ثورتها بالإطاحة برؤوس الفساد
التي كانت تحكم بقبضة من حديد لكنها لازالت تعيش تحت ظل الخوف ، الرعب ، الإرهاب
النفسي و المعنوي ،لازالت فلول الأنظمة السابقة سرطانات تنهش الجسد الذي لم يداوي
الجراح بعد .يتغنون بعد الثورة بالديموقراطية وحقوق الإنسان، عن أي ديموقراطية ،
تغيير وإصلاح يتحدثون .الأطماع ،الفقر لم تنجلي بعد بل زادت تفاقما وحدة.أين
الشعارات التي كانت ترفع والخطابات الرنانة عبر القنوات الفضائية و الانترنيت التي
كانت تلهب الحماس وتدفق شرايين الثورة من أجل غذ أفضل؟
هل على الشعب أن ينتظر
سنين وسنين وربما قرنا من الزمن لينعم بالتغيير ويقطف ثمرات دماء شهدائه، أليس حلي
بالسياسي العربي أن يتوب من زلاته وينتقد ذاته؟
أم حري بالفقير العربي أن
يدفع ضريبة ثورته وفقره ليستخلصها السياسي المقاول في حساباته البنكية السويسرية .
لقد صودرت حرية التعبير فمن يتكلم يسجن أو يغتل ،يجب أن تطيع الأوامر كالحمار الذي
يحمل أثقاله دون نقاش أو تأوه.
"لكننا للأسف في
الشرق اعتدنا على إلغاء ومصادرة أدوار الأفراد الأضعف ،إذ نعتقد أن حكمة الكبار هي
فقط التي تنجح ...وذلك ليس صحيحا بصفة مطلقة" -1-
أخطأ من أسماه بالربيع
العربي ؟ فالربيع رمز للتغيير ، الصفاء و الازدهار حسب ما تعلمناه في مدارسنا .لقد
أصبح الساسة و الحكام يتغذون على الأكاذيب و الخوف ويسوقون الوهم لشعوبهم ويصوغون
شعارات ، إيديولوجيات و برامج إصلاحية غامضة وموقوتة في الآن نفسه.
-1- سيف محمد المري
0 التعليقات :
إرسال تعليق