الرضى والقناعة

بواسطة Mohamed يوم الأربعاء، 4 سبتمبر 2013 القسم : 0 التعليقات

في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل. عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة ،في ظروف صعبة 
إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى، لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء... 
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف و كان قد مر على الطفل أربع سنوات منذ ولادته ، لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة من المطر. إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها ، فاحتمى الجميع في منازلهم ، أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب. نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها ،، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل، أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و أسندته مائلاً على أحد جدران الغرفة ، وخبأت طفلها تحت الباب المسند على الجدار لتحجب عنه سيل المطر المنهمر...
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا. و قال لأمه:"ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟
لقد أحس الطفل الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء ففي بيتهم باب ، ما أجمل الرضا بالحال . . .و بالقضاء والقدر ، إنه مصدر السعادة و هدوء البال ووقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد .
"اللهم إنا نسألك رضاك و الجنة.. و نعوذ بك من سخطك و النار اللهم آمين

المصدر : موقع
أشياء جميلة تلون حياتنا

0 التعليقات :

إرسال تعليق