هل يخدم مشروع النطاق العربي مجتمع الشبكة العنكبوتية؟

بواسطة Mohamed يوم الأحد، 22 سبتمبر 2013 القسم : 0 التعليقات
وافقت منظمة إيكان في منتصف 2010 على استخدام اللغة العربية لأسماء المواقع الإلكترونية، بما في ذلك إدراج أول رمز لمجالات المستوى الأعلى في منطقة الجذر من أسماء النطاقات بالعربية لكل من الإمارات والسعودية ومصر، كما منحت موافقتها لسوريا في أوائل 2011 للبدء بإنشاء النطاق العربي. وعملت إيكان على تذليل العوائق التقنية لاستخدام الحروف غير اللاتينية لإنشاء المواقع، وذلك بعد الانتشار الواسع لعدد مستخدمي الشبكة العرب؛ حيث تبلغ نسبة استخدامها في منطقة الشرق الأوسط 20%.
لكن هل تمّ بالفعل تذليل المشاكل التقنية الناتجة عن أسماء النطاق العربية؟ وماذا عن مسألة السطو الإلكتروني؟
الهيئات الرسمية في الشرق الأوسط تعتمد أسماء النطاق العربية
كانت الإمارت العربية المتحدة من الدول السباقة إلى تبنّي مشروع النطاق العربي، إذ عملت هيئة تنظيم الاتصالات على تشغيل اسم النطاق العربي، دعماً للمستخدم العربي في العالم ونظّمت الهيئة نهج العمل بحيث تضمن حقوق الآخرين، وفي مقدمتها العلامات التجارية والملكية الفكرية".

على غرار الإمارات، أطلقت هيئة السوق المالية السعودية موقعها الإلكتروني الجديد على الشبكة العنكبوتية ونطاق موقعها باللغة العربية على النطاق "هيئة - السوق- المالية. السعودية". وتهدف هذه الخطوة إلى رفع درجة التواصل والتفاعل مع عموم المستثمرين في سوق المال، لتعزيز وعيهم الاستثماري والحقوقي.

أما في مصر، فقد طرحت وزارة الاتصالات المصرية مناقصة من أجل تنفيذ حملة إعلانية تعرّف المستخدمين بمزايا النطاق العربي، حيث ما يزال الإقبال مقتصراً على الوزارات والمؤسسات الحكومية والشركات صاحبة العلامة التجارية وتعمل الوزارة بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات باستقطاب أكبر عدد من الشركات وأصحاب العلامات التجارية لتسجيل أسمائهم ضمن النطاق العربي من خلال "فودافون مصر".

وتستطيع تلك الشركات المباشرة باستخدامه بعد دفع المبالغ المالية المترتبة لمدة تُحدد بالتوافق بين الطرفان. وتقوم الإدارة الفنية في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بمعالجة المشاكل الفنيّة الطارئة، كما تطمح وزارة الاتصالات إلى فتح باب التسجيل للأفراد في القريب العاجل. 
أسماء النطاق العربية بوابة الشركات على الجمهور العربي
من الجدير ذكره أن لتسجيل إسم النطاق الإلكتروني باللغة العربية فوائد كثيرة، فعلى مستوى الأفراد سيسهل تذكّر إسم أي نطاق عربي دون الحاجة إلى تخمين تهجئته. أما الشركات، فستضمن نشر الوعي حول علامتها التجارية، وسيسهل عليها مخاطبة عملائها العرب بلغتهم الأم وترويج إعلاناتها العربية حول العالم إلكترونياً. كما سيكون من السهل تذكر اسم نطاق الشركة دون الحاجة إلى تخمين تهجئته، وبذلك ستحافظ الشركات على الاسم العربي المتداول محليّاً أو إقليمياً، دون الاضطرار إلى تغييره.

ومن المزايا الأخرى التي ستحصل عليها الشركات سهولة الحصول على اسم نطاق مميز وجذّاب باللغة العربية، والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين العرب والناطقين بها في الدول الأجنبية، ما سيؤدي إلى انفتاح الأسواق ونمو الحركة التجارية. 
لا تزال بعض التحديات التقنية تعيق عملية أسماء النطاق العربية
لكن هذه المزايا قد تواجهها بعض الصعوبات، فقد تظهر بعض المتصفحات النطاق بشكل سليم في الوقت الذي قد لا تتعرّف عليه متصفّحات أخرى، أو قد لا يظهر الموقع إطلاقاً. كما أن الفروق في الكتابة الإملائية بين الدول العربية أو إهمال إثبات المستخدم لهمزة القطع أو التاء المربوطة مثلاً قد تسبّب مشكلات في التعرّف على النطاق المراد استخدامه، فضلاً عن التأكد من أن النطاق متاح فعلاً للاستخدام.
أما المستخدم العربي في الدول الأجنبية، فقد يواجه صعوبة عدم دعم الأجهزة والبرامج الحاسوبية التي يستخدمها للغة العربية، ما يستحيل الوصول إلى النطاق المرغوب.
السطو الإلكتروني إحدى المشاكل الأساسية التي تطرحها أسماء النطاق العربية
إن تمكّنت أسماء النطاق العربية من تخطي هذه العوائق التقنية، فتبقى بعض علامات الاستفهام حول الحفاظ على الهوية الإلكترونية، مع السماح لمختلف دول العالم بتسجيل النطاقات بلغاتها. فمن المحتمل حجز عدة نطاقات تشير إلى الهوية نفسها لكن بلغات مختلفة، وهذا سيصعّب على المستخدم العادي الوصول إلى الهوية الحقيقية للنطاق. أما على مستوى الشركات التي تستهدف أسواقاً عالمية، فسيكون لها نطاق بلغات متعددة، مع ما يستلزمه ذلك من موارد تقنية ومالية.

وفيما يتعلق بمسائل الحماية من السطو الإلكتروني، فتنفي شركات عالمية متخصصة في حلول الحماية مثل سيمانتك أن يسبب استخدام النطاق العربي أي مشكلات أمنية خاصة تتعلق بسرية المعلومات الأمنية المتداولة على الشبكة، فالمشكلات هي نفسها سواء أكان النطاق باللاتينية أم العربية.
وبهدف تحديد طبيعة المشكلات التقنية التي تواجه النطاقات العربية والبحث عن حلول مناسبة، أعدّت إيكان موقعاً خاصاً على نظام wiki التّساهمي ليتحاور المستخدمون حول تلك المشكلات والحلول المناسية لها، لكن الأمر يحتاج إلى المزيد من المبادرات العملية ليصبح التعامل مع النطاق العربي واقعاً عملياً وآمناً.
المصدر: 


0 التعليقات :

إرسال تعليق