"الكثير من الأشخاص
تراودهم الأفكار والمشاريع ويبحثون عن مستثمرين لمساعدتهم في تمويل مشروعهم، ولكن
عندما يبدأ البعض مهنم بتأسيس فكرة مشروع ويضع الخطة المناسبة ودراسة الجدوى
الاقتصادية لهذا المشروع، ومن ثم ينتظر ..!
التمويل من المستثمرين، يتحمسون في البداية لفكرة المشروع ولكنهم يخشون أن ينفقوا أموالهم في المكان الخطاً، ربما تنجح الفكرة، ربما لا تنجح... هل أغامر بدعم فكرته ... أم أتريث قليلاً ... فيبدأ السجال بين الحاح صاحب الفكرة أو المشروع وبين تبرم أو اعتذار المستثمر، فيفتقد الحماس لتعاد الكثير من الأفكار والمشاريع إلى الرفوف يغطيها الغبار وتموت قبل أن تولد . ومن أهم أسباب فشلنا في الحياة جهلنا بأنفسنا وعدم معرفتنا بقدراتنا وأولوياتنا أحياناً إضافة إلى الافتقادر للدعم الحقيقي في تبني المشاريع الرائدة التي قد تزدهر يوماً ما لتصبح أكثر من مشروع أو مجرد فكرة لتنطلق في فضاءات مختلفة تحقق المزيد من النجاحات على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي معاً.
التمويل من المستثمرين، يتحمسون في البداية لفكرة المشروع ولكنهم يخشون أن ينفقوا أموالهم في المكان الخطاً، ربما تنجح الفكرة، ربما لا تنجح... هل أغامر بدعم فكرته ... أم أتريث قليلاً ... فيبدأ السجال بين الحاح صاحب الفكرة أو المشروع وبين تبرم أو اعتذار المستثمر، فيفتقد الحماس لتعاد الكثير من الأفكار والمشاريع إلى الرفوف يغطيها الغبار وتموت قبل أن تولد . ومن أهم أسباب فشلنا في الحياة جهلنا بأنفسنا وعدم معرفتنا بقدراتنا وأولوياتنا أحياناً إضافة إلى الافتقادر للدعم الحقيقي في تبني المشاريع الرائدة التي قد تزدهر يوماً ما لتصبح أكثر من مشروع أو مجرد فكرة لتنطلق في فضاءات مختلفة تحقق المزيد من النجاحات على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي معاً.
وهناك
أمثلة كثيرة من مشاريع وأفكار ولدت صغيرة ولكن الدراسة والتأني والاصرار على
نجاحها وتلقي الدعم المناسب لها برزت كمشاريع جديدة ومبتكرة في مجال تقنية
المعلومات والاتصالات"
لقد
أعددت هذه الدراسة حول أهمية حاضنات تقنية المعلومات والاتصالات لدعم الرياديين
والمبادرين في المنطقة العربية مع التنويه حالياً أن هناك توجها كبيرا لدعمها
وخاصة الحاضنات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻗﻄﺎع ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺗﺼﺎﻻت ﺗﺤﺪﻳﺪا.
وﺗﻜﺘﺴﺐ
هذه اﻟﺤﺎﺿﻨﺎت أهمية ﺧﺎﺻﺔ ﻧﻈﺮا ﻷن ﺗﻘﻨﻴﺔاﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺗﺼﺎﻻت ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺤﻔﺰ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ
اﻟﻤﺠﺎﻻت واﻷﻧﺸﻄﺔاﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﺗﻌﺪ ﺣﺎﺿﻨﺎت ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﻘﻄﺎع الأكثر
ﻧﻤﻮاً ﺿﻤﻦ اﻟﺤﺎﺿﻨﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
لقد
أثبتت الحاضنات في العالم أهمية دورها الحيوي في حماية المشاريع الجديدة من الفشل
ومساعدتها على الانطلاق على أسس صحيحة من خلال توفير الدعم الفني والخبرة اللازمة.
وتتراوح فترة الاحتضان داخل مقر الحاضنة بين سنة وثلاث سنوات، يتم فيها تطوير
المنتج وتأسيس الشركة والتسويق لها لتخرج بعد ذلك ككيان اقتصادي مستقل، جاهز
للاندماج في سوق العمل.
حاضنات
تقنية المعلومات والاتصالات خطوة في تطوير البحث العلمي في العالم العربي
يعتبر
البحث العلمي من بين أهم الآليات التي أصبحت الدول تراهن عليها لتحقيق التنمية
والتطور في جميع الميادين، فهو السبيل للاستغلال الأمثل للموارد وتعظيم الفعالية.
إننا
ندرك جيدا واقع البحث العلمي في العالم العربي، لذلك لزم علينا أن نرصد ونسلط الضوء
على إحدى الآليات التي يعول عليها لدفع عملية البحث والتطوير بها ألا وهي حاضنات
تقنية الممعلومات، التي تبنتها الكثير من الجامعات في الدول المتقدمة وساهمت بشكل
فاعل في دفع عجلة البحث العلمي وربط الجامعات بمحيطها، وذلك من خلال معالجة
الإشكالية التي مفادها:
"ما
هو الدور الذي يمكن أن تلعبه حاضنات تقنية المعلومات في دعم و تطوير البحث العلمي
العربي من حيث استيعاب مخرجاته من جهة، ووقف نزيف الأدمغة العربية إلى الخارج من
جهة أخرى؟"
تعريف
حاضنات تقنية المعلومات
تعرف
حاضنات تقنية المعلومات بأنها حزمة متكاملة من الخدمات و التسهيلات و آليات
المساندة والاستشارة توفرها ولمرحلة محددة من الزمن مؤسسة قائمة لها خبرتها
وعلاقاتها للمبادرين الذين يرغبون البدء في إقامة مشروع أومؤسسة صغيرة بهدف تخفيف
أعباء مرحلة الانطلاق، إضافة إلى أنها تمثل نمطاً جديداً من البنى الداعمة
للنشاطات الابتكارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أو للمطورين المبدعين المفعمين
بروح الريادة الذين يفتقرون إلى الإمكانيات الضرورية لتطوير أبحاثهم وتقنياتهم
المبتكرة وتسويقها، وينطلق مفهوم الحاضنات من اعتبار المشروع الصغير أو الفكرة
المبتكرة بحاجة إلى رعاية بيئة مساعدة تمكن من اكتساب مقومات النجاح والنمو
والاستمرار قبل الانطلاق إلى البيئة الحرة لإقامة مشروعات اقتصادية، وهكذا فان
الحاضنة هي عبارة عن مؤسسة توفر الشروط والظروف الملائمة للمشاريع الصغير ة من أجل
ضمان نجاحها.
فما
هي خدمات الحاضنة:
-
تحفيز الابتكار وروح المبادرة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وتقديم
الإرشادات للرياديين وأصحاب الأفكار الإبتكارية.
-
تدريب الرياديين على إدارة المشاريع وإنجاز دراسات الجدوى والمساعدة على تجاوز
المراحل الأولى من التأسيس والنمو والتي تصنف على أنها من أصعب المراحل في عمر أي
مشروع.
-
تقديم الاستشارات الإدارية والفنية والاقتصادية والمساعدة في تطوير استراتيجيات
الشركات
-
تأسيس المشاريع الجديدة وتطوير الأعمال القائمة.
-
احتضان المشاريع المتميزة والمتابعة المستمرة والمساندة لتطوير هذه المشاريع و
نجاحها.
-
دعم صاحب المشروع لدى مؤسسات التمويل وإيجاد فرص استثمارية في قطاع تقنية
المعلومات والاتصالات.
أهمية
حاضنات تقنية المعلومات:
حاضنات
الأعمل بشكل عام وحاضنات تقنية المعلومات بشكل خاص تلعب دوراً ريادياً وكبيراً في
الكثير من الحقائق التالية:
-
تساهم في توظيف نتائج البحث العلمي والابتكارات والإبداعات في شكل مشروعات
تكنولوجية تجعلها قابلة للتحول إلى الإنتاج وتحفز انشاء شركات جديدة تعتمد على
التكنولوجيا
-
تساهم في تنمية الموارد البشرية وحل مشكلة العاطلين عن العمل والباحثين عن
أعمال ذات صلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
-
تشجع على نمو الشركات التكنولوجية المنشأة حديثاً وتوفرالمناخ المناسب والإمكانيات
والمتطلبات لبداية المشروعات الصغيرة.
-
تعمل على إقامة ودعم مشروعات إنتاجية أو خدمية صغيرة أو متوسطة تعتمد على تطبيق
تقنية مناسبة وابتكارات حديثة.
-
تقدم المشورة العلمية ودراسات الجدوى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الناشئة وتخلق
بيئة مناسبة للمصانع التكنولوجية المتقدمة لأجراء دراساتهم في البحث والتطوير
-
تربط المشروعات الناشئة والمبتكرة بالقطاعات الإنتاجية وحركة السوق ومتطلباته.
-
تحفز الابتكار لتقنيات تعتمد على العلم وتؤهل جيل من أصحاب الأعمال و دعمهم
ومساندتهم لتأسيس أعمال جادة وذات مردود، مما يساهم في تنمية الإنتاج وفتح فرص
للعمل و النهوض بالاقتصاد.
-
تساعد المشروعات الصغيرة والمتوسطة على مواجهة الصعوبات الإدارية والمالية والفنية
والتسويقية التي عادة ما تواجه مرحلة التأسيس.
-
تقدم الدعم والمساندة للمشروعات الصغيرة و المتوسطة لتحقيق معدلات نمو وجودة
عالية.
-
تفتح المجال أمام الاستثمار في مجالات ذات جدوى للاقتصاد الوطني مثل حاضنات
الأعمال التكنولوجية وحاضنات الصناعات الصغرى والداعمة و حاضنات مشاريع
المعلوماتية و غيرها.
-
تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية عن طريق إيجاد مناخ و ظروف عمل مناسبة
لغرض تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأنواعها خاصة منها التكنولوجية و
الصناعية، وتوفير إمكانيات التطور والنمو، بما فيها الدعم الفني والتقني والمالي
والاستشاري وربط المشروع بالسوق.
إضافة
إلى أهمية الحاضنات في توطيد علاقات التعاون بين مختلف الأطراف المعنية الجامعات،
ومراكز البحث العلمي، والمجتمع، والحكومة، والشركات ، والعملاء، أو زبائن
الحاضنات.
دور
حاضنات تقنية المعلومات في دعم وتطوير البحث العلمي.
ثمة
روابط ضعيفة جدا بين معاهد البحث والتطوير وبين قطاعات الإنتاج (ما بعد الإنتاج)
أو برامج تطوير الموارد البشرية (ما قبل الإنتاج)، مما يجعل جهود البحث والتنمية
غير مثمرة وغالباً غير ملائمة، حيث أن معاهد البحث والتطوير تدار على شاكلة
المؤسسات الأكاديمية وليس كمشاريع صناعية، كما أن الدعم الموجه للصناعة هزيل
للغاية. وبما أن معاهد البحث والتطوير تشكل منبع المعرفة بالنسبة للصناعة الحديثة،
فإن هذه المعاهد تبقى عاجزة عن القيام بمهمتها.
هذا الأمر جعل من حاضنات الأعمال ومنها حاضنات تقنية المعلومات الأداة المثلى لحل مشاكل مراكز البحث العلمي والباحثين وترجمة أعمالهم في الواقع الإنتاجي، كما تعد كأداة استراتيجية للبناء ولمحافظة على الرأسمال الفكري، والحد قدر الإمكان من هجرته. ولا يخفى على أحد الدور الذي يمكن أن تلعبه الحاضنات في استيعاب الكفاءات الباحثة ، ووقف نزيف الأدمغة في الوطن العربي نحو الخارج، والذي يؤدي إلى خسائر مادية وتفويت الفرص على الدول العربية، لدفع عجلة البحث العلمي و تحقيق التنمية المنشودة.
هذا الأمر جعل من حاضنات الأعمال ومنها حاضنات تقنية المعلومات الأداة المثلى لحل مشاكل مراكز البحث العلمي والباحثين وترجمة أعمالهم في الواقع الإنتاجي، كما تعد كأداة استراتيجية للبناء ولمحافظة على الرأسمال الفكري، والحد قدر الإمكان من هجرته. ولا يخفى على أحد الدور الذي يمكن أن تلعبه الحاضنات في استيعاب الكفاءات الباحثة ، ووقف نزيف الأدمغة في الوطن العربي نحو الخارج، والذي يؤدي إلى خسائر مادية وتفويت الفرص على الدول العربية، لدفع عجلة البحث العلمي و تحقيق التنمية المنشودة.
الحاضنات
واقتصاد المعرفة:
في
عصر العولمة والتحول من الاقتصاد الصناعي إلى اقتصاد المعرفة ، أضحى للمنتجات
الفكرية دوراً كبيراً في أي عملية لبناء استراتيجية تنموية مستدامة، إذ يعد رأسمال
الفكري أحد العوامل الإنتاجية الرئيسية، و في هذا الاطار يشير عالم الإدارة الشهير
" بيتر دراكر"، أن المعرفة أضحت الآن أحد عوامل الإنتاج، مثلها مثل رأس
المال و العمل. لقد زادت أهمية المعلومات بوصفها السلع والمعرفة كعنصر أساسي من
عوامل الانتاج ، بالاضافة إلى العمل ورأس المال ، وما برحت أن أصبحت القوة
الدافعة للتنمية الاقتصادية الوطني والعالمي.
ويعرف
اقتصاد المعرفة أو الاقتصاد القائم على المعرفة بأنه " اقتصاد القائم على
إنتاج وتوزيع واستخدام المعارف والمعلومات ".
إن
احتضان المؤسسات جاء نتيجة الإدراك أن الابتكار وروح المبادرة كانت محدودة في بيئة
الشركات النمطية، إضافة إلى كون المشاريع المنجزة التي بدأت تفقد قدراتها و أفضل
مواهبها و أفكارها الابتكارية تُركت لبدء أعمال تجارية أخرى، فالحاضنات تشكل
امتدادا منطقيا لإدارة المعرفة والابتكار والبحث والتطوير، و وسيلة للربح من رأس
المال الفكري ، وزيادة الميزة التنافسية.
أهمية
بناء حاضنات تقنات عربية مشتركة
لا
يخفى على أحد، أن الدول العربية مجتمعة تملك قوة مالية ، وعلمية و بشرية تهيؤها
لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة إذا تم استغلال هذه الموارد أحسن استغلال. كذلك
لا يخفى على أحد إن واقع البحث العلمي في العالم العربي ما يزال بعيدا عن المستوى
المنشود وخاصة من حيث تفعيل دوره في عملية التنمية وتشجيع الاستثمار، ولا يتأتى
ذلك إلا من خلال انتهاج طريقة استخدام حاضنات الأعمال بأنواعها المختلفة ومنها
حاضنات تقنية المعلومات والاتصالات باعتبارها وسيلة هامة في تطبيق نتائج البحث
العلمية، وإقامة مشاريع استثمارية و الحد من بطالة الكفاءات وهجرة الأدمغة نحو
الخارج ، ويتم ذلك من خلال وضع استراتيجية عربية مشتركة يمكن تلخيصها بالآتي
-الرصد
والبحث واستيعاب البحوث العلمية في المنطقة العربية، ونقلها من التطبيق النظري إلى
الواقع العملي
-
توفير مجالات لعمل الرأسمال الفكري العربي من علماء وخبراء وتقنيين، من خلال تحويل
أفكارهم إلى مشاريع ، أو تشغيلهم على مستوى إدارة البحث والتطوير في المشاريع
المحتضة، وتوفير البيئة الضرورية والملائمة لاستيعابهم.
-تهيئة
الظروف المادية و البشرية وسن التشريعات اللازمة لإنشاء حاضنات تقنية المعلومات
والاتصالات على مستوى الجامعات، ورغم أن الحاضنات كفكرة موجودة في عديد من الدول
العربية ، إلا أنه ليس لديها أي دور يذكر في عملية التنمية المستدامة، مما يحتم
علينا توفير البيئة التشريعية و القانونية التي تعطي لهذه الحاضنة دور أكبر في
العملية التنموية.
-الاستفادة
من الكفاءات العربية المحلية والخارجية من خلال إنشاء حاضنات عربية ودولية، وما
يسمى بالحاضنات الافتراضية، والاستفادة من ثورة المعلومات، من أجل المساهمة في
بناء مؤسسات تكنولوجية عربية، تساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة في المنطقة
العربية.
إعداد
الدراسة
المهندس
نبيل عيد

المصادر:
المكتب الإقليمي للدول العربية ،(2003). " تقرير التنمية الإنسانية العربية
للعام 2003"، برنامج الامم المتحدة الانمائي متنوعة عبر الانترنت
جامعة أدرار – الجزائر
حاضنات الاعمال مفاهيم ميدانية و تجارب عالمية"، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو
جامعة أدرار – الجزائر
حاضنات الاعمال مفاهيم ميدانية و تجارب عالمية"، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو
0 التعليقات :
إرسال تعليق