دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنوع الثقافي واللغوي والمحتوى المحلي

بواسطة Mohamed يوم الأحد، 3 نوفمبر 2013 القسم : 0 التعليقات
 
بدأت في الفترة الأخيرة تكثيف الجهود الرامية في المنطقة العربية إلى تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستعمالها بهدف الحفاظ على تراثنا الطبيعي والثقافي والحفاظ على المحتوى المحلي وجعله في متناول الجميع باعتباره جزءاً حياً من ثقافة اليوم.
ويعتبر التنوع الثقافي واللغوي عاملاً حافزاً على احترام الهوية الثقافية والتقاليد والأديان وهو في الوقت نفسه عامل جوهري في تطوير مجتمع معلومات يقوم على أساس الحوار بين الثقافات وعلى التعاون الإقليمي والدولي. وهو عنصر هام في التنمية المستدامة. وأما المحتوى الرقمي العربي، وخاصة المنشور على الإنترنت، يحفظ اللغة المشتركة والتراث الوطني، ويسهل تطوّرها، ويعزز التنوع الثقافي، ويدعم في الوقت نفسه التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما أن تطوير المحتوى يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الدور الريادي للمنطقة العربية. حيث يمكن أن تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لحماية الهوية الثقافية العربية من خلال استخدام الأدوات وحفظ الوثائق والمخطوطات ومواد الدليل والأرشيف وإتاحة الوصول العالمي إلى المواد الثقافية والتاريخية وتوليد وتحسين الاهتمام بالحياة الثقافية والتراث العربي كجزء كبير من التراث الحضاري والطبيعي.
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعلب دوراً هاماً في وضع نظم تكفل استمرار النفاذ إلى المعلومات الرقمية المحفوظة في الأرشيفات ومحتوى الوسائط المتعددة في الأرشيفات الرقمية، ودعم الأرشيفات ومجموعات الأعمال الثقافية والمكتبات باعتبارها الذاكرة الإنسانية.
إن وضع سياسات تشجيعية تدعم احترام التنوع الثقافي واللغوي والتراث الثقافي في داخل مجتمع المعلومات، والحفاظ على هذا التنوع والتراث وتعزيزهما وتطويرهما، ويتضمن هذا تشجيع الحكومات على وضع سياسات ثقافية تشجع على إنتاج المحتوى الثقافي والتعليمي والعلمي وتطوير صناعات ثقافية محلية تناسب السياق اللغوي والثقافي للمستخدمبن.
وتشمل هذه السياسات قوانين وطنية تكفل للمكتبات والأرشيفات والمتاحف وسائر المؤسسات الثقافية القيام بدورها الكامل باعتبارها من مصادر تقديم المحتوى الذي يشمل المعارف التقليدية في مجتمع المعلومات، وخاصة من خلال إتاحة النفاذ المستمر إلى المعلومات المسجلة.
أيضاً من السياسات المطلوب تنفيذها خطة تحفظ وتؤكد وتحترم وتعزز تنوع التعبير الثقافي ومعارف وتقاليد الشعوب الأصلية من خلال إنشاء محتويات معلوماتية متنوعة واستخدام طرائق مختلفة بما في ذلك رقمنة التراث التعليمي والعلمي والثقافي، وهذا لايتم إلا بدعم السلطات المحلية لتنمية المحتوى المحلي وترجمته ومواءمته ودعم الأرشيفات الرقمية والمحلية ومختلف أشكال الوسائط الرقمية والتقليدية. ويمكن لهذه الأنشطة أن تشجع تنمية المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية.
إن عوامل توفير محتوى وثيق الصلة بثقافات ولغات الأفراد في مجتمع المعلومات من خلال النفاذ إلى خدمات وسائط الإعلام التقليدية والرقمية والعمل من خلال شراكات القطاعين العام والخاص على رعاية إنشاء محتوى محلي ووطني متنوع، بما في ذلك المحتوى المتاح باللغة الأم للمستعملين، وتوفير الاعتراف والدعم للأعمال المستندة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مجالات الفنون كل هذه العوامل مجتمعة تساهم في الحفاظ على تراثنا الطبيعي والثقافي وتعزيز المحتوى المحلي وجعله في متناول أعضاء المجتمع المحلي.
وعلينا الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من النقاط والتركيز عليها فيما يخص دعم التنوع الثقافي واللغوي والمحتوى المحلي، وتشمل هذه النقاط ما يلي:
-   تعزيز برامج تركز على مناهج دراسية تراعي تمايز الجنسين في التعليم الرسمي وغير الرسمي لجميع أفراد المجتمع، وتعزيز إلمام المرأة بالمعارف الخاصة بإمكانيات الاتصالات واستخدام وسائط الإعلام بغية بناء القدرة لدى الفتيات والنساء على فهم وتطوير محتوى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
-   تعهد القدرات المحلية بالرعاية من أجل خلق وتوزيع البرمجيات باللغات المحلية وكذلك المحتوى الذي يهم مختلف شرائح السكان بما فيها شريحة الأميين والأشخاص المعوقين والجماعات المحرومة والضعيفة وخاصة في البلدان النامية والبلدان التي يمر اقتصادها بمرحلة تحوّل.
-   تقديم الدعم إلى وسائط الإعلام القائمة في المجتمعات المحلية ودعم المشاريع التي تجمع بين استعمال وسائط الإعلام التقليدية والتكنولوجيات الجديدة لتقوم بدورها في تسهيل استعمال اللغات المحلية، ولتوثيق وحفظ التراث المحلي بما في ذلك المعالم الطبيعية والتنوع البيولوجي، وكوسيلة للوصول إلى المجتمعات الريفية والمعزولة والجماعات الرحّل.
-   تعزيز قدرة الشعوب الأصلية على إنشاء محتوى بلغتهم الأصلية.
-   التعاون مع الشعوب الأصلية والمجتمعات التقليدية لتمكينهم من استعمال معارفهم التقليدية في مجتمع المعلومات بفعالية أكبر والاستفادة من هذا الاستعمال.
-   تبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات بشأن السياسات والأدوات المصممة للنهوض بالتنوع الثقافي واللغوي على المستويين الإقليمي ودون الإقليمي. ويمكن تحقيق ذلك بإنشاء مجموعات عمل إقليمية ودون إقليمية تتناول مسائل محددة في خطة العمل هذه تعزيزاً لجهود التكامل.
-   القيام على المستوى الإقليمي، بتقييم إسهام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التبادل والتفاعل الثقافيين، وصياغة البرامج ذات الصلة، اعتماداً على حصيلة هذا التقييم.
-   التشجيع من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومن خلال برامج التكنولوجيات والبحث والتطوير في مجالات الترجمة والتصوير الأيقوني والخدمات التي تعمل بالصوت وتطوير المعدات اللازمة ومجموعات شتى من نماذج البرمجيات، بما في ذلك البرمجيات مسجلة الملكية، والبرمجيات مفتوحة المصدر والبرمجيات المجانية، مثل مجموعات الحروف الموحدة والرموز اللغوية والقواميس الإلكترونية والمصطلحات والموسوعات ومحركات البحث متعددة اللغات وأدوات الترجمة الآلية وأسماء الميادين المدوّلة ووضع مراجع بشأن المحتوى علاوة على البرمجيات العامة والتطبيقية.
أخيراً، كلنا يدرك تماماً أن التنوع الثقافي واللغوي وتعزيز المحتوى المحلي يساعد في الإسراع بعملية النهوض بالمجتمع باعتباره يعبر عن مجموعة واسعة من القيم والأفكار المختلفة ولهذا الغرض، نحن مطالبون بتشجيع دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل تعزيز التفاهم المتبادل، والحفاظ على تنوع التعبير الثقافي وتشجيعه عن طريق تهيئة محتوى متنوع من المعلومات ورقمنه التراث التعليمي والعلمي والثقافي وهذا يساعد على حفظ التنوع والحفاظ على المعارف والتقاليد المتصلة بالسكان المحليين ضمن مجتعهم.
ترجمة :نبيل عيد

0 التعليقات :

إرسال تعليق